من الصحافة إلى الدبلوماسية والسفيرة التي لم تتقبلها حكومة البلد المتوجهة إليه
كلير بوث لوس هي معنى التحدي دائماً والثقة التي كانت تتمسك بها في كل حين والشغف إلى بذل المزيد دون تهاون ، نالت على الكثير مُنذ صغرها حيث أنها وفي عمر 13 عام كانت أول امرأة تساعد الكونغرس وعندما وصلت إلى عمر 16 عام كان لديها حق التصويت وكانت حياة لا مثيل لها لامرأة في أميركا في ذلك الوقت
ولكنها رغم تلك الإنجازات العديدة كانت عائلتها تمر بصعوبات مالية حيث أن أباها قد ترك العائلة وعاشت مع أمها وأخيها رغم تلك المصاعب حققت إنجازات أكثر مما هو متوقع من امرأة شابة في ذلك الوقت، كلير لاتترك شيئاً للصدفة وبالطبع هي قارئة نهمة وتتعلم لتكون كاتبة رائعة ومتحدثة ملهمة
أصحبت كلير صحافية وكاتبة قصصية وبعد ذلك ذهبت إلى عالم السياسة والدبلوماسية وزوجها هنري لوس مالك مجلتي لايف و تايم وبالطبع هو زوجها الثاني حيث أن زواجها الأول لم ينجح
صاحبة الجنسية الاميركية كان لها باع طويلاً في عالم الصحافة حيث أنها بدأت حياتها العملية كمحررة في مجلة فانتي فير في الفترة بين 1932-1935 ومن ثم بعد ذلك توجهت إلى كتابة المسرحيات والقصص ثم مارست التمثيل، وكانت تنتمي إلى الحزب الجمهوري وقامت بترشيح آينزهاور لرئاسة وبالفعل أصبح الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة من عام 1953 حتى 1961
بعد تولي آنزهاور الرئاسة تحدث مع كلير لوس حول إمكانية إنضمامها لمنصب وزاري ولكنها رفضت العرض المقدم لها وعرض عليها أمر آخر وهو أن تكون سفيرة اميركا لدى ايطاليا بروما وبعد عدة محالاوت وتردد قبلت بالمنصب
في ايطاليا لم يتقبلوا أن امرأة ستصبح سفيرة دولة لديهم وأن هذا يشكل لهم بمثابة إهانة وهذا الأمر أحدث الضجة لدى الصحافة الايطالية وكذلك أصبح حديث الشارع ولكن بالفعل كلير توجهت إلى روما وكأن طرقها المقدرة لها أن تكون فقط في روما
كلير لوس حينما ذهبت إلى هناك لم تريد أن تكون المرأة التي تجدد ثيابها في كل أمسية والحصول على أحدث قصات الشعر وجذب العيون إليها بل العكس تماماً امرأة جادة وطموحة وترغب ببذل المزيد وأن هذا المنصب يستحق أن تتولاه أنثى
جدولها اليومي كان يتضمن العديد من الأمور من ضمنها إنجاز العمل المكتبي والذي كان يستمر لساعات عديدة وحضور المناسبات في كل أُمسية وكان بريدها الشخصي يتلقى شهرياً مايوازي ألف رسالة وتشرف بنفسها على رد الأجابة عليها ولديها إلتزام للحضور اليومي مهما كانت ظروفها باليوم الأسبق
عملت كلير على هذا المنهاج لمدة عام ومن ثم بعد ذلك بدت تشعر بأمور غريبة تحدث لها فلم تعد لديها تلك الطاقة المشعة التي كانت تتحلى بها حيث أنها أصابتها بعض الاعراض ومنها إنفعالاتها العصبية وكذلك غثيان يصاحبها دائماً
لم تشأ كلير الاستمرار على هذا الشكل فعزمت على الرجوع إلى الولايات المتحدة الاميركية وعملت فحوصات متنوعة في أحد مستشفيات نيويورك وكانت النتيجة أنها كانت تعاني فقراً خطيراً فالدم وبعد مضي شهرين شعرت بالتحسن ثم عادت مرة أخرى إلى روما للرجوع إلى روتين أعمالها ولكن سرعان ما عادت إليها تلك الاعراض مرة أخرى
قامت بفحوصات جديدة لمعرفة ماهو هذا السر الذي يبقيها على هذا النحو لأنها إزدادت في المرة التالية حيث أنها بدت تعاني إيضاً أظفارها بدت تصبح هشة وكذلك تساقط للشعر بشكل مخيف
وأثبتت الفحوصات أنها كانت تستنشق الزرنيخ وهي مادة مسمومة وبعد التحقيقات تبين أنها كانت تستنشق المادة من مكتبها الذي كانت تنجز منها أعمالها اليومية ولمدة سنة كاملة ثم ذهبت إلى العلاج وقضت فترة إستجمام وعادت مرة أخرى إلى عملها الدبلوماسي في ايطاليا التي وصفته بالقول " إنها ليست فراشاً من الزهور" وتوفت في عام 1987 معلناً بذلك إنتهاء فترة امرأة عاصرت زمان غير زمانها ووضعت بصمة في التاريخ.
تحقيق الطموح هو حق مشروع لكل إنسان على هذه الحياة والأمثلة كثيرة ومنها كلير بوث التي مارست عدة أمور في سبيل تحقيق غاية وهدف.